أعطوني وطنية أعطكم شعبا عظيما
سليانة نيوز ..سليانة نيوز ...سليانة نيوز ...
الوطنية...! هل هي مبدأ؟ أم إحساس؟ أم اتجاه؟ أم شعار؟ أم ماذا لونزلنا إلى الشارع العربي أو إلى الشارع التونسي تحديدا وطرحنا هذا السؤال فماذا تنتظرون أن يكون الرد على ألسنة المواطنين؟
هل استعد المواطن التونسي للإجابة عن هذا التساول؟ هل سبق له أن تحاور مع نفسه وتثبت من ذاته إن كان وطنيا أم لا؟
هل فقه يوما هذا المفهوم واختبر نفسه في هذا السياق؟
هل فقه يوما هذا المفهوم واختبر نفسه في هذا السياق؟
حيرة كبيرة تصدم القليلين ممن يغوصون في تأمل القيم الأساسية التي من الأوكد أن تنمو وتترعرع...بل وتتثبت في مكونات الشخصية العربية التونسية التي عملت الأنظمة الرجعية في الوطن العربي الكبير على طمسها تماما من عقلية المواطن الذي بات عبءا ثقيلا على المجتمع الدولي لما اتسم به من تخلف وجهل وتهوّر وفوضى..نتيجة مؤامرات ومقررات وصنيعة تحركها أيادي خفيّة كيفما تشاء...حتى أصبح ينعت بالإرهابي وبالمتعجرف نتيجة تهميشه من قبل أولي أمره ليحافظوا هم على مناصبهم وسياداتهم واحتكاراتهم وابتزازاتهم لكل مصادر ثروة أو تعال أو رفاهية متناسين أن الرماد الذي صنعوه بأيديهم الآثمة ردها طويلا من الزمن لا بد أن يتأجج يوما من تحته اللهيب بمجرد أن تهب عليه نسمة من النسمات.
الوطن كلمة كبيرة ومفهومها أكبر بكثير من تحديده بمجرد كلمات أو بتلخيص غوغائي والوطنية إن شئنا لا تحدد بالشعارات أو بالوصف الذي لا يطابق الموصوف في غالب الأحيان... إنما الوطنية شعور متجسم في نشأة الفرد من خلال تفكيره وسلوكه وتصرفه يستحيل أن تزعزعه التجاذبات أو الإغراءات أو الأحداث مهما عظمت.
وتنمو الوطنية انطلاقا من التعلق بالموطن لكن بعيدا عن التعصب والجهوية أو حب الذات ليشمل بعد ذلك الوطن كله وكل الأهواء والميولات الشخصية لا بد أن تنصهر وتفنى في أعماق الفرد إذا وضع نصب عينيه مصلحة الوطن.
وتنمو الوطنية انطلاقا من التعلق بالموطن لكن بعيدا عن التعصب والجهوية أو حب الذات ليشمل بعد ذلك الوطن كله وكل الأهواء والميولات الشخصية لا بد أن تنصهر وتفنى في أعماق الفرد إذا وضع نصب عينيه مصلحة الوطن.
وقد ينشأ الفرد وطنيا بطبعه ولكن هذا نادر إذ الغالب أن ينمو هذا الحسّ في عقلية المواطن ويغوص في أعماقه فيثبت ويتدعم نتيجة عوامل مختلفة منها أن يشعر بالراحة في وطنه ويحصل على أغلب حقوقه المادية والمعنوية وينعم بحرية الرأي والتعبير والمعتقد...وهو ما استحال ملاحظته في الأغلبية الغالبة من واقع الشعوب العربية.
وقد ينتج هذا الإحساس أيضا كردّ فعل معاكس نتيجة الظلم والقهر والمضايقات التي لا تكاد وتنتهي من قبل أجهزة الرجعية والفاشية المتغلغلة في مصير هذه الشعوب التي أصبح الحكام العرب يعتقدون أنها حقولهم الخاصة ومخابر تجاربهم وأن مناصبهم التي حازوها بطريقة أو بأخرى ملك لهم ولأبنائهم وذويهم وممن يرضون عنه... وأن هذه الشعوب الكادحة عبيدهم يتحكمون في مصائرها حسب أهوائهم ويوجهونها تلبية لأهدافهم الشخصية الدنيئة...وهذا الإحساس هو الأرجح حسب اعتقادي... إلا أن هذه الأنماط في الوطنية لا يمكن أن تعمر طويلا لأنها نتاج ظروف خاصة قد لا تدوم إلى الأبد...إلى جانب أنها لا تحد مصالح الوطن، وهو ما تجسم أخيرا في ربوعنا من ردّ فعل لا مسؤول في صفوف أغلب التونسيين على وجه التحديد ودفع بالأفراد الذين يعتقدون بأنهم وطنيون إلى الحرق والنهب والتخريب مما أدى إلى تجميد الاقتصاد الذي هو العمود الفقري لدفع عجلة التقدم والازدهار كذلك الإضرابات والاعتصامات والمزايدات الارتجالية وغير المدروسة سواء كان ذلك ذاتيا أو بفعل فاعل....وهم بذلك يظنون أنهم يعبرون عن رفضهم للواقع المرير متناسين في نفس الوقت بأن مثل هذه التصرفات تعود بنا أميالا إلى الوراء...ولكن من يتأمل ذلك يجده نتيجة حتمية لتعليم أجوف عايشته الأجيال التونسية زمنا غير قصير (وهذا ما سنقوم بشرحه في مقال آخر...)
وقد ينتج هذا الإحساس أيضا كردّ فعل معاكس نتيجة الظلم والقهر والمضايقات التي لا تكاد وتنتهي من قبل أجهزة الرجعية والفاشية المتغلغلة في مصير هذه الشعوب التي أصبح الحكام العرب يعتقدون أنها حقولهم الخاصة ومخابر تجاربهم وأن مناصبهم التي حازوها بطريقة أو بأخرى ملك لهم ولأبنائهم وذويهم وممن يرضون عنه... وأن هذه الشعوب الكادحة عبيدهم يتحكمون في مصائرها حسب أهوائهم ويوجهونها تلبية لأهدافهم الشخصية الدنيئة...وهذا الإحساس هو الأرجح حسب اعتقادي... إلا أن هذه الأنماط في الوطنية لا يمكن أن تعمر طويلا لأنها نتاج ظروف خاصة قد لا تدوم إلى الأبد...إلى جانب أنها لا تحد مصالح الوطن، وهو ما تجسم أخيرا في ربوعنا من ردّ فعل لا مسؤول في صفوف أغلب التونسيين على وجه التحديد ودفع بالأفراد الذين يعتقدون بأنهم وطنيون إلى الحرق والنهب والتخريب مما أدى إلى تجميد الاقتصاد الذي هو العمود الفقري لدفع عجلة التقدم والازدهار كذلك الإضرابات والاعتصامات والمزايدات الارتجالية وغير المدروسة سواء كان ذلك ذاتيا أو بفعل فاعل....وهم بذلك يظنون أنهم يعبرون عن رفضهم للواقع المرير متناسين في نفس الوقت بأن مثل هذه التصرفات تعود بنا أميالا إلى الوراء...ولكن من يتأمل ذلك يجده نتيجة حتمية لتعليم أجوف عايشته الأجيال التونسية زمنا غير قصير (وهذا ما سنقوم بشرحه في مقال آخر...)
الوطني الحق لا بد أن يكون واعيا ومسؤولا وغيورا على المصلحة العامة قبل الخاصة وأن يضحي بالعاجل لتحقيق أهدافه المنشودة التي بات أخيرا قريبا منها بفضل ما أنجزه هذا الشباب الواعد الذي يتوق إلى التوجيه الأفضل والإرشاد الذي يعتمد النضج والخبرة وحبّ الوطن لا أن نحرّب بيوتنا بأيدينا كما هو الحال... إني لأعتقد جازما بأن هذا الشباب الرائع سينقلب عليكم أيها السادة أصحاب القرار إن أنتم واصلتهم في مثل هذه التصرفات العشوائية التي انبتت في أغلبها على تصفية الحسابات الخاصة والتكالب على المناصب والحال أن عمركم قد ولى وأن المستقبل للشباب وحده فهو الذي يجب أن يتحمل المسؤولية ويتدرب على حمل الأمانة ويجني ثمار ما صنعت يداه وإني لأحذركم من ردود فعل هذه الأجيال الصاعدة التوّاقة إلى الحرية والكرامة والمساواة وليست مستعدة أبدا للتفريط في مكتسباتها التي تنازلتم عنها أنتم أمدا طويلا بسبب تواطئكم ونفاقكم ومجاملاتكم التي لا تنتهي.
أيها الشباب التونسي الكادح والمناضل والبطل عليكم بتنمية الحسّ الوطني في دواخلكم وبعدم السماح بالمساومة بالمصالح العامة قولا كان ذلك أو فعلا أو حتى تفكيرا..وحراسة ما حققته ثورتكم من مكتسبات كخطوة أولى لتحقيق بقية أهدافكم المنشودة والتصدي لكل من يحاول أن يستهين بإنجازكم التاريخي العظيم...واعملوا بكل جدّ لزرع بذرة الوطنية في نفوس الناشئة من البيت إلى الشارع وإعداد برامج ومقررات تعليمية وتثقيفية تجسد هذا التوجه من الولادة إلى الشيخوخة.
الشروق
