...........عودة العجل................
هل تعود عجلة التاريخ الى الوراء ...على حد عبارة كارل ماركس منظر الفكر المادي الجدلي التاريخ لا يعيد نفسه و اذا أعاده ففي شكل مهزلة...
لذلك يشتغل أهل اليسار و سدنة الفكر الماركسي في تونس أحزابا و منظمات...على اعادة انتاج ثورة ثانية بدءا من عاصمة الثورة الأولى سيدي بوزيد...لاسقاط الحكومة و مهزلة شعارات و أهداف الثورة ....
اختاروا عودا على بدء ...و اشتغلوا على رمزية المدينة و مخزونها في النضال الوطني كما جهات أخرى...
الثورة التي أفرزت بلغة الانتخابات الحرة...فوز النهضة و الترويكا...في نظر هؤلاء الماديين الجدليين هي رجوع للوراء بمفهومهم الواهم لحركة التاريخ لان الفكر الديني عندهم نتاج لتحالف منظومة اقطاعية متحالفة مع دوائر رأسمالية لاوطنية ...و من ثم فعودة الفوضى تمهيدا لنحاج نداء التجمع السبسي على أنقاض الترويكا..باعتبار النظام النوفمبري التجمعي أقرب الى الى الأحزاب اليسارية الحداثية من النهضة و حلفائها...
يسار حاقد أعماه حقده الايديولوجي عن القبول باختيار الشعب...يريد أن يحرق البلد و يدمره تدميرا انتقاما من الحكومة ...
تسلل أغلب الوجوه السارية و العلمانية في حزب السبسي و تخطيطها للاستحواذ على مواقع القيادة فيه ..واضح و مكشوف للالتفاف على مكاسب الثورة...
المنهج القرآني يحول دون نفي مقولة عودة التاريخ الى الوراء ...بعد انتصار المشروع المقاوم و الدعوة الصادقة للعدالة و التحرر من عبادة الأصنام و تأليه البشر...
تختزل قصة عجل بني اسرائيل و الدور الذي لعبه السامري في فتنة بني اسرائيل عن دين الحق و التحرر من الفرعونية امكانية عودة الفلول الى الواجهة و العمل على احياء الماضي المظلم ....
و النتيجة الحتمية في صورة تلبيس الباطل بالحق و ادخال شعارات مزيفة لتحقيق تلك الأهداف الخبيثة لتحشيد الشعب وقودا للمعركة هي الفتنة...
كما تختزل الفتنة الكبرى في التاريخ الاسلامي..و اختلاف جيل الصحابة الكرام في أسلوب ادارة السلطة نحاج القوى المعادية في اختراق الجبهة الداخلية و اللعب على التناقضات السياسية و القبلية في عودة الطلقاء الى الاستحواذ على السلطة...و تحريف مسار التاريخ الاسلامي....
تساهم الترويكا اليوم من خلال تلكئها في فتح ملفات الفساد و محاسبة المفسدين...و مهادنتها في اقصاء جيوب النظام البائد من مواقع القرار و النفوذ ..وصولا الى اعادة تنصيب البعض منهم في مواقع متقدمة في جهاز السلطة و عدم معالجة الأولويات المتأكدة و استبدالها بأخرى غير مناسبة في هذا التوقيت.......تساهم في تشجيع المنهزمين في الثورة و لاحقا في الانتخابات لتنظيم صفوفهم و العودة لواجهة الأحداث لاسقاط الحكومة ....أو هرسلتها على الأرجح ...حتى تدخل الانتخابات القادمة منهكة و مربكة...و ضعيفة ....
ان العجل الذي يقود مشروع الردة اليوم هو تحالف القوى التجمعية و اليسارية الاستئصالية...
كما له وجه ثان هو المرجعيات الدينية ذات النسق التكفيري المغلق....و التي بعد استحواذها على أغلب المساجد ...بدأت تكشف عن حقيقة مشروعها المعادي لهوية الشعب الاسلامية الوسطية الآخذة بالاجتهاد و الماسكة بأسباب العلم و التطور البشري....
